أعتقد لو عملنا استفتاء عشان نشوف عدد الأمهات اللي بيحسوا بالذنب من آن لآخر اتجاه ولادهم حنلاقي نسبة محترم جداً... ممكن يزورنا الإحساس بالذنب مثلا لما نقرأ بوست لطيف على الفيس بوك عن حاجة في التربية، أو عن الأكل الصحي، وأحيانا لو حد من ولادنا وقع في مشكلة، أو نحس بيه لو فيه سلوك معين مثلا متضايقين منه ومش عارفين نوقفه... وأوقات طبعا لما بنغلط وكلنا بنغلط طبعا... يعني فيه أسباب كتير ممكن تخلينا نحس بالذنب في أوقات مختلفة...
مشكلة الإحساس بالذنب إنه ممكن يبقى إحساس بيعطل أو حتى بيوقف... يعني أكنه بيحط ثقل يخلي صاحبه ماشي في الطريق بخطوات صعبة ومؤلمة... مثلا لو الإحساس بالذنب كان هو اللي بيصحيني من النوم عشان أعمل لانش بوكس صحي للولاد، الإحتمال كبير إني حقوم من النوم متعكننة ومزاجي مش معدول... لو هو اللي بيخليني أحايل وأحتوي في وقت... بعد شويه حبقى قابلة للانفجار في أقل موقف.
أصل الإحساس بالذنب مش بييجي لوحده كده وخلاص... لا ده بييجي مع حبايبه وأصحابه، التأنيب والبستفة واللوم وجلد الذات بييجوا معاه ومش بيسيبوه.
أصل الإحساس بالذنب مش بييجي لوحده كده وخلاص... لا ده بييجي مع حبايبه وأصحابه، التأنيب والبستفة واللوم وجلد الذات بييجوا معاه ومش بيسيبوه.
طيب نعمل ايه مع الإحساس بالذنب؟
مبدأيا كل واحد فينا مختلف، والكلام الجاي بيفرق جدا من شخص لشخص...
ومبدأيا برده، الإحساس بالذنب ممكن يبقى هو صوت الضمير اللي جوانا اللي بيرشدنا في الطريق... عشان كده احنا مش عايزين نتخلص منه تماما... احنا بس عايزين نزبطه عشان يمشي في مسار صحي...
تعالوا نتفق إن ربنا سبحانه وتعالى حط جوانا المشاعر الغير مريحة عشان توصل لينا رسايل معينة... أحيانا لما بنقدر نقرأ الرسالة دي، بنقدر نتعامل مع الشعور وده ممكن يخلي حِدة الشعور ده وألمه يخف شوية... يعني الإحساس بالذنب مثلا ممكن يبقى عايز يوصل لصاحبه إنه محتاج يعمل حاجة بشكل مختلف، أو محتاج يبذل مجهود أكتر فيها، أو ممكن يكون ورا الإحساس بالذنب الإحساس الكبير بالحب اللي في قلوبنا اتجاه أولادنا اللي بيخلينا نشوف أي حاجة بنعملها علشانهم قليلة... كمان أحيانا، بيكون فيه جزء معين من الإحساس بالذنب بيخدمني... يعني مثلا الإحساس بالذنب هو اللي بيخليني أتحمل المسؤولية، أو جايز يكون بيخدم الperfectionist أو النثالية اللي جوايا...فأول سؤال محتاجه تسأليه لنفسك هو: يا ترى الإحساس بالذنب ده عايز يقولي ايه؟ وايه الجزء اللي فيه اللي ممكن يكون بيخدمني أو بيفدني؟
الperfectionism أو المثالية دي قصة لوحدها... لكن قراءة الرسالة والتعرف على الجزء اللي بيخدمني في الشعور بيكون مهم جدا.
الperfectionism أو المثالية دي قصة لوحدها... لكن قراءة الرسالة والتعرف على الجزء اللي بيخدمني في الشعور بيكون مهم جدا.
وبعدين بقى تعالوا نبص من قريب شويه... اسمعي كده نفسك ايه اللي بيدور جواكي لما تحسي بالذنب؟ معظم الوقت الكلام اللي بييجي مع الإحساس بالذنب بيقى كلام فيه تأنيب شديد وبستفه، والتأنيب والبستفة على قد ما بيوروا إن صاحبهم عنده قيم ومبادئ على قد ما بيخلوه تعبان... طيب نعمل ايه مع الكلام ده؟
أولا، محتاجين نتعلم شويه إننا نتقبل نفسنا، ونقبل إننا بشر بيغلط ومحتاج يغلط عشان يتعلم. التقبل ده في حد ذاته بيساعد على التعلم من تجارب الحياة ومن الأخطاء اللي هي جزء أصيل من التجربة الإنسانية.
ثانيا، نتعلم نبدل التأنيب بحوار داخلي فيه تحمل للمسؤولية وتفكير في الحل... زي ما بالضبط بنحاول نعمل مع ولادنا ونختار كلامنا معاهم، محتاجين برده نتكلم مع نفسنا بلهجة فيها شوية طبطبة وحنية واحتواء... بتفرق أوي فعلا.
ثالثا، ودي نقطة مهمة جدا... محتاجين نتعلم نشوف إنجازاتنا حتى لو صغيرة ونُقدرها ونشجع نفسنا عليها... ده عشان نقدر نكمل ونستمر في رحلة السعي والترقي بخفة وانطلاق.
رابعا، أحيانا بيكون الإحساس بالذنب نتيجة فكرة في الأصل مش صحيحة... زي مثلا لما أم تقول لنفسها إن هي السبب في إن ابنها مش بياكل كويس أو إن بنتها ماعملتش حلو في الامتحان... جايز فيه جزء من المسؤولية هي فعلا محتاجة تتحمله، لكن مش كل المسؤولية عليها لوحدها. في الأغلب بيكون فيه أطراف تانيه ممكن تتحمل معاها أجزاء من المسؤولية ومفيد قوي إننا نبقى عارفين حدود مسؤولياتنا عشان نقدر نتحملها بشكل فعال.
خامسا، الكلام اللي فوق ده بيحتاج ممارسة ومحاولة ومرة ممكن يشتغل ومرة تانية لأ... الفكرة كلها في إني أعرف مشاعري وإني فعلا أقدر أسمع وألاحظ الكلام اللي بيدور جوا نفسي.
ودمتم في عافية وراحة بال🌷
مها عادل
ميتا كوتش ومستشار تربوي
مها عادل
ميتا كوتش ومستشار تربوي