الاثنين، 28 مارس 2016

سؤال وجواب (١) ...

سلام عليكم…
ابني عنده ٣ سنين و ٨ شهور وللأسف عصبي جداً… لما بيطلب حاجه لازم بالزعيق والصريخ، ولو ماعملتش اللي هو عايزه بيتعصب جداً، وممكن يشيل الحاجات ويرميها… ولما بيطلع لعبه بيبهدل الدنيا ويكركب… ولما يخلص لعب وأقوله يلمها يقول: «مش قادر!» وكمان بيشتم أي حد يضايقه… المفروض يدخل للمدرسة بإذن الله السنة دي مش، وعارفة هيعمل ايه وهو عصبي كده… أنا تعبت معاه لو سمحتي قوليلي أتعامل معاه أزاي؟

وعليكم سلام ورحمة الله وبركاته...

واصلني جدا من كلامك إحساسك بالقلق من سلوكيات ابنك وحبك ليه، وحرصك عليه، وأكيد كأم عايزه تعملي أحسن حاجه عشانه… 

خلينا نتفق في الأول على بعض الأمور العامة في التعامل معاه، وبعدين نتكلم عن المشاكل السلوكية...
١) اقضي معاه وقت فردي... بمعنى إنك تخصصي له نص ساعة كل يوم تقضيها معاه انتي وهو لوحدكم... ممكن تقرأي معاه قصة، أو تلعبوا، أو حتى تتفرجوا على الكرتون في الوقت ده... ده بيساعد إنه يحس بالإشباع العاطفي، وحيفرق جدا في سلوكياته.
٢) خليه يسمع كتير إن انتي بتحبيه، اتأكدي إنك تعبري له عن حبك بالكلام وبالأحضان والطبطبة.
٣) اتأكدي من تنظيم ساعات نومه، وأكله... أوقات كتير السلوكيات السلبية بتكون نتيجة جوع أو تعب، فتنظيم ساعات النوم والأكل ممكن يقلل منها جامد.
 ٤) خلي في روتين واضح، وثابت على قد ما تقدري… يعني مثلا وقت النوم كل يوم قبل ما ننام بيتعشى، وبعدين  يتشطف، ويغسل أسنانه، ويلبس لبس النوم، ونحكي قصة وننام. الروتين بيخلي الطفل يبقى عارف المتوقع منه، وبيقلل من صراعات القوى.
٥) سيبي له مساحه إنه يعبر عن رأيه، اسأليه، وسيبي لها فرصة يفكر في الإجابة، وخدي رأيه واعملي معاه حوار في تفعال بينكم انتم الإتنين. ده بيساعد في تنيمة قدرته على التفكير ومهاراته في التواصل.
٦) اديله اختيارات في الحاجات المسموح بيها. مثلا، يلبس آني تي شيرت، يلعب بايه، يغسل أسنانه الأول ولا يلبس البيجاما الأول.
٧) خلي فيه قواعد واضحة في البيت... ممكن مثلا تتفقي معاه إنكم عايزين بيتكم يكون منظم وجميل... واسأليه "تفتكر محتاجين ايه عشان بيتنا يكون منظم؟" كملي معاه الحوار لحد ما هو اللي يقول انه محتاج يلم لعبه بعد ما يلعب بيها... وممكن تتفقي معاه انكم عايزين البيت يكون هادي، والناس فيه متعاونه وبتحب بعضها... عشان كده احنا عايزين كلنا نستعمل صوت هادي في الكلام وفي الطلبات.
٨) حاولي تشغلي وقته بأنشطه مناسبه لسنه... هو محتاج يخرج ويروح نادي، ومحتاج يتعلم مهارات مناسبه لسنه... وممكن حتى تشركيه في شغل البيت أكنها لعبه... مثلا ممكن يساعدك في نشر الغسيل أو تطبيقه، ويساعد في تقطيف الملوخيه، وعمل السلطة، أو في تحضير السفرة... كل ما ننمي مهاراته ونشركه، كل ما حيحس إنه مهم في البيت، وده حيخلي صورته عن نفسه إيجابية، وممكن يساعد في تقليل السلوكيات الصعبة.

لما نكون عملنا الحاجات اللي فوق، كده أكننا عملنا وقاية من السلوكيات الصعبة... طيب لو عملنا كل ده ولسه سلوكياته زي ما هي، نعمل ايه؟
لما بيكون فيه طفل عنده أكتر من مشكلة سلوكية، بنحتاج الأول نفكر ونرتب أولوياتنا في التعامل معاه. تحبي تبدأي بايه؟ أو ايه أكتر سلوك لو هو بطله ده حيفرق معاكي؟ وبنشتغل على السلوك ده بتركيز ونعمل نفسنا أكننا مش شايفين السلوكيات التانيه لفتره لحد ما السلوك ده يتحسن... أنا لو مكانك حشتغل على كونه بيتعصب لما بيطلب طلبات... كونه بيتعصب… محتاجين نفهم هو بيتعصب ليه؟ هل لفت الانتباه، ولا لإنه محتاج يتعلم مهارات تواصل عشان يعبر عن نفسه؟ ولا محتاج يتعلم مهارات لضبط النفس والسيطرة على الانفعالات... وعشان نعلمه ضبط النفس والسيطرة على الانفعالات محتاجين:
١) نكون قدوة ليه في الطريقة اللي هو بيشفنا بنتعامل بيها مع غضبنا... عايزين نوريه إن حتى واحنا غضبانين بنستعمل صوت هادي وبنطلب من بعض بكلمات زي "من فضلك ولو سمحت".
٢) بنعمل تمرينات للصوت العالي والصوت الواطي... وبنتلكم معاه إن الصوت الواطي بنستعمله في البيت والصوت العالي ممكن نحتاجه بره البيت لما نكون عايزين ننادي ماما وعايزين نتأكد إنها سمعتنا.
٣) بنعمل الأطفال إن ربنا سبحانه وتعالى خلانا بنحس بمشاعر كتير منها السعادة والفرح ومنها الغضب والحزن، وإننا محتاجين نستعمل الكلمات عشان نعبر عن اللي احنا حاسين بيه.
٤) فيه حاجات كتير ممكن نعلمها له عشان يستعملها وقت الغضب... بس احنا لازم نعلمهاله وهو هادي واحنا كمان هاديين... زي مثلا انه يتنفس نفس عميق ١٠ مرات... أو إنه ينط ١٠ مرات... أو إنه يلعب بالصلصال ... أو يرسم في ورقه هو أد ايه غضبان.
٥) لما يكون غضبان، بنقرب منه وننزل لمستوى بصره ونقول: "أنا شايفه إنك غضبان عشان عايز كذا. تفتكر ممكن نعمل ايه عشان الغضب يمشي؟"
٦) لو كان اللي هو عايزه حاجه هو ينفع ياخدها بنقول: "طيب أنا محتاجه منك تاخد نفس وتقولي انت عايز ايه بالصوت الواطي... أنا وداني بتسمع الصوت الواطي، وأنا بقدر أنفذ الطلبات اللي بتطلبها بصوت واطي.”
٧) أما لو كان اللي هو عايزه حاجه مش حينفع ياخدها فحنقول: «أنا شايفه ان انت نفسك في كذا… ممكن ناخده في الوقت الفلاني.» أو «حناخده بعد ما نعمل كذا.»

مهارة السيطرة على الانفعالات وضبط النفس من أكتر المهارات اللي الولاد بيحتاجوا يتعلموها في حياتهم وبتاخد منهم وقت، عشان كده مهم إننا ناخد الوقت لتدريبهم عليها.

أرجو إن الإجابة تكون فادتك.
وشكرا، :)
مها عادل

فريق عمل المُربي الواثِق

السبت، 19 مارس 2016

الخوف عند الأطفال و ١٠ نصائح عملية للتعامل معه


مَن منا لا يَشعرُ بالخوفِ في بعضِ الأوقات؟ فالخوفُ شعورٌ إنسانيٌّ نمرُّ به كلنا أحيانًا. والخوفُ إحساسٌ غريزيٌّ وَضَعَه الله -سبحانه وتعالى- ليَحمينا من الأخطار... فالشعور بالخوف هو الذي يدفعنا إلى الهرب أو التأهب للدفاع عند الإحساس بالخطر. ولذلك فرغم عدم الارتياح الشديد والقلق اللذيْنِ يُصاحبان الخوف؛ فإنه في بعض الأحيان قد يكون مفيدًا.
ولنستطيع أن نتعامل مع خوف الأطفال تعاملا صحيحا، نحتاج أولا أن نفهمه وأن نفهم أسبابه المتعلقة بنمو إدراك الطفل وقدرته على الاستيعاب، فالخوف عند الأطفال يمر بمراحل تعكس نمو دماغهم، ونمو قدرتهم على التفكير…
1) فعند 5 شهور: يشعر الأطفال بالقلق من الغرباء.
2) عند 7 شهور: يشعر الأطفال بالقلق من الانفصال عن الأم.  
3) عند 18 شهر: قد يخاف الأطفالُ من أشياء جديدة؛ كالكلب في الشارع، أو الأصوات المرتفعة... ففي هذه السن يكون الإدراك العقلي للطفل قد كبر قليلًا، ولذلك قد يُقرر أنَّ بعضَ الأشياء قد تُمثل خطرًا عليه.
4) من 4 إلى 6 سنين: يخافون من أشياء قد تكون خيالية... فالخيال يَختلط بالواقع لدرجة كبيرة عند الأطفال في هذه السن، فمثلا قد يخافون من الوحش في الظلام، أو الأسد في الدولاب. ورغم أن هذه المخاوف قد تبدو غير منطقية بالنسبة إلى الأهل؛ فإنها حقا تمثل مخاوفَ حقيقيةً بالنسبةِ إلى أطفالهم.
5) من 7 إلى 12 سنة: يخاف الأطفال من أشياء حقيقية... كاللصوص، أو الظواهر الطبيعية.
ولنتقبل مخاوفَ أطفالنا بصورة أكبرَ؛ دعونا نتخيلُ عالم الأطفال إذا كان خاليًا من الخوف... فالأطفال –ولأنهم ما زال أمامهم الكثير ليتعلموه– يمتازون بالفُضول الشديد... ففي السنة الأولى مَثلا، لو لم يخافوا من الغُرباء أو من الابتعاد عن الأم؛ لأصبحوا في خطر شديد... وكذلك الأطفال الأكبر سِنًّا؛ فميلهم للاستكشاف دون خوف قد يُعرضهم لمخاطرَ كثيرةٍ... فالخوفُ في مواقفَ كثيرةٍ يُمثل الحاجز الذي يوقف الأطفال من الاندفاع إلى المخاطر.

وإليكم حقيقةً علميةً مثيرةً... اكتشف العلماء من خلال أبحاث الدماغ أنَّ الفص الأمامي بالمخ -المسؤول عن الوظائف النفسية والذكائية العليا- يتوقف عن التفكير عند الشعور بالخوفِ الشديد... أتدرون فيما تُفيدنا هذه المعلومة كآباء أو معلمين؟ أننا عندما نُخيف أبناءنا بأن نصرخ مثلا بشدة في وجوههم؛ نكون قد أوقفنا قُدرتهم على التفكيرِ، وبالتالي نَحرمهم من الاستفادة من الموقف، فيتكرر الخطأ الذي سبَّب انفعالنا... وكثيرا ما نسمع أمهاتٍ يَحكين أنَّ المعلمة صرخت في وجه أطفالهن، وعندما يَسألن أطفالهن عن سبب "زعيق" المعلمة يرُد الطفل: "لا أعلم!" في الحقيقة، غالبا ما يكون الطفل لا يعلم حقًّا لماذا صَرخت فيه مُعلمتُه؛ لأنَّ خوفَه أوقفَ تفكيرَه ولم تعُد لديه القدرة على استيعاب الموقف.

والخوف بصورة عامة يكون سببًا في إرباك التفكيرِ بشكل كبيرٍ، فإذا كانتِ العلاقةُ بين أمٍّ وطفلها قائمةً على الخوفِ، أو إذا اعتمدَ المعلمُ على خوفِ تلاميذِه منه، أو من عقابه ليُسيطر على سلوكهم في الفصل؛ فإن ذلك سيكون أدعى لارتكابهم أخطاء أكثر بسبب ارتباكهم.
أيضا، فإن المخاوف تنتقل من الأهل إلى أطفالهم، فإذا كانت الأمُّ مثلًا تخافُ من القطط؛ فأمر طبيعي أن يَنتقل الخوفُ من القططِ إلى الأطفالِ. وكذلك، إذا شعر الطفل باضطراب أمه عند تركها له في الحضانة، فسينتقل إليه قلقها، وسيَشعر أن هذا المكان يَبعث على الخوف.
وقبل أن نتحدثَ عن الوسائل العملية للتعامل مع الخوف لدى الأبناء؛ علينا أن نتفقَ أن نُجنب أولادنا، وخاصةً الصغار أفلام الكرتون والقصص العنيفة أو المرعبة؛ فالأطفال تحت الأربع أو الخمس سنوات يَختلط الخيالُ لديهم بالواقع لدرجةٍ كبيرة، سيَصعُب معها إقناعُهم بعدم وجودِ الوحوشِ مثلًا. وبالطبع، يجب تفادي نشرة الأخبار إن كان بها أخبار عن أحداث عنف أو كوارثَ طبيعيةٍ؛ فكل ذلك يُثير المخاوفَ لدى الكبارِ، فكيف بالأطفال الصغار؟
وإليكم بعض الوسائل العملية للتعامل مع الخوف لدى الأطفال:
  1. كن قدوة لأبنائك. كثيرا ما ينتقل الشعور بالخوف من الأهل إلى الأبناء، وقد يكون ذلك مفيدًا إذا كان الخوف في مَحله؛ كالخوف مثلا من الكهرباء، أو السكين الحادة، أو المشروبات الساخنة بالنسبة للأطفال الصغار. بل إننا ننصح الأهل بإظهار الخوف تُجاه هذه الأشياء لإبعادِ الأطفال الصغار عنها، بدلًا من الزعيق أو الضرب إذا اقتربوا منها. ولكنْ لننتبهْ من نقل مخاوفَ لا حاجةَ منها؛ كالخوف من القطط، أو الحشرات، أو من انقطاع الكهرباء؛ فخوفنا سيَنتقل بالضرورةِ لأبنائنا، كما سننقل لهم الشجاعة والثبات، ونبث في نفوسهم الإحساسَ بالأمان والثقة في المواقف التي تستدعي ذلك.
  2. ادعم طفلك وسانده. فكر: ما الذي تحتاجه أنت الشخصُ البالغُ عندما تشعرُ بالخوف؟ هل تحتاج إلى شخص يَنهرُك؟ أم إلى حضن دافئ ويدٍ حنونة تربتُ  عليك؟
  3. تجنَّبْ كل أنواع الحديث السلبيِّ تمامًا. فالتأنيبُ أو التوبيخ وأيضًا السخرية، كلها وسائلُ غير تربوية مطلقًا، ولا تُساعد أبدًا. وبالطبع عليك أن تتجنبَ الجملَ؛ مثل: "لا تكن جبانًا". أو "الصبيان لا يَخافون هكذا". فهذه الجُمل لها تأثير سلبيٌّ كبيرٌ على الأطفال.
  4. أقر دائمًا مشاعر طفلك. إن عبارات السخرية؛ مثل "هل أنت ولد صغير لتخاف هكذا؟" وكذلك عبارات إنكار المشاعر؛ مثل: "ليس هناك ما يُخيف". كل هذه العبارات لا تُساعد الأطفال إطلاقًا للتعامل مع مخاوفهم. ومن الأفضل كثيرًا أن نُقر مشاعرَ أطفالنا لنُؤكد لهم أننا نفهمهم ونُقدر مشاعرهم، ولنُشجعهم على التواصلِ المستمرِّ معنا. أيضا، وكما ذكرنا من قبل، فإن الخوف قد يكون مؤشرًا هامًّا على ضرورة الابتعاد عن شيء ما، ولذا فمن المهمِّ أن نُعلمَ أبناءنا أن يثقوا بما تُخبرهم به مشاعرهم عن طريق إقرار المشاعر. ولا يَعني إقرار مشاعر الخوف أننا نُشجعها أو نُثبتها، هو فقط يَعني أننا نهتمُّ. ولإقرار المشاعر علينا فقط أن نقولَ: "أنت خائفٌ  من الغرفة؛ لأنها مظلمة"، أو "تشعر بعدم الارتياح إذا اقتربت القطة منك؟".
  5. أحسن الاستماع لطفلك. من المفيد والمهم جدًّا أن نُحسن الاستماع لأطفالنا؛ لنتمكن من فهم مخاوفهم. فإذا كان طفلك مثلا يَخاف من النوم في غُرفته فاستمع إليه، قد يكون مصدر خوفه أمرًا يستحقُّ أو شيئًا يُمكنك أن تتعامل معه؛ كصوتٍ مثلا يأتي من خارجِ الغرفة، أو قصةٍ مُخيفة سَمِعَها من أحدِ أصدقائه.
  6. عَلِّمْه أن يُواجه مخاوفه. إذا كان طفلك خائفًا مثلا من ركوب المصعد الكهربائيِّ؛ فلن يُساعده أن تتفادى ركوب المصاعد، ولكن سيُساعده أن تُهدِّئ من رَوعه، وأن تُخبره أنك ستركبُ معه ليكونَ مُطمئنًّا. وإذا احتاج الأمر، يمكنك أن تُؤكد له أنك تعرف جيدًا ما الذي تحتاجُ لفعله إذا تعطل المصعد (احتفظ مثلا برقم شخصٍ يُمكنه المساعدة)، ويُمكنكم أن تعدُّوا المرات التي رَكبتم فيها المصعد ولم يتعطل؛ فهي بالطبع ستكون أكثر من المرات التي تعطَّل فيها المصعد.
  7. علم طفلك التفكير الإيجابيَّ. قل له: "أنت حقًّا ولدٌ شجاعٌ... أتذكر عندما ذهبنا إلى... لقد كنت شجاعًا جدًّا ذلك اليومَ". وعلِّمْه أن بإمكانه أن يُذهبَ الشعورَ بالخوفِ؛ كأن تقول له: "لا بأس إن كنت خائفًا الآن، ولكنْ يُمكنك أن تُفكر في أنَّ الأمر سيمر سريعًا، فبعد قليل سنغادرُ عيادة الطبيب". "يمكنك أن تفكر في شيء جميل تُحبه. أتذكر حين ذهبنا إلى الشاطئ؟ كمِ استمتعنا بذلك!" ويمكنك أن تقولَ له أيضا: "هيا... أغمضْ عينيك وتخيلْ كل الأشياء الجميلة التي تُفرحك."
  8. علمه أن يُحدث نفسه حديثًا إيجابيًّا. علِّمه أن يقولَ لنفسه: "أنا شجاع. أنا أستطيعُ أن أتحملَ. أنا بخير. كل شيء سيكون على ما يُرام."
  9. استخدمِ اللعبَ الخيالي. إن كان الطفلُ يخافُ من الطبيب، فاشترِ له عدة الطبيب، واجعله يُمثل دورَ الطبيبِ، وكن أنت المريضَ الخائفَ، أو إن كان يخافُ من الذهابِ إلى المدرسةِ؛ فيمكنكما أن تلعبا دور الأم التي تُوصل ابنها إلى المدرسة، وتُؤكد له أنها ستعود لتأخذه إلى البيت بعد أن يُمضي وقتًا ممتعًا في التعلُّم، وإن كان يخاف من الوحش تحت السرير؛ فعلمه أن باستطاعته أن يُخيف الوحش وشجِّعْه على تمثيل دور الشجاع الذي يُدافع عن إخوته، ويهزم الوحشَ، ويُمكنك أن تُشجعه على تمثيلِ وجهٍ مخيف وأن تَجعله يراه في المرآة وقل له إن الوحش حتمًا سيَخاف إذا رأى هذا الوجهَ. ويُمكنك أن تُريحه كثيرًا بإعلان البيت منطقةً خاليةً من الوحوشِ، وأن تقومَا معًا بصُنع لوحةٍ يُعلقها فوق بابِ غرفته مكتوب عليها: "ممنوع دخول الوحوش". 
  10. علم طفلك أنَّ الله هو الحافظُ. وأن الله -سبحانه وتعالى- قويٌّ قادرٌ على حِمايته وأنه يُحبه ويرعاه، وعلمه أذكارًا وأدعيةً؛ مثل أذكار النوم، وأن يقول: "بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء".

وفي النهاية، تذكر أن مخاوف الأطفال تأخذ وقتها وتذهب طالما أنهم وجدوا من حولهم كبارا داعمين لهم يستطيعون أن يتواصلوا معهم، وأن يتفهموا مشاعرهم، وأن يتعالموا معها بحب، وحنان، وحكمة.