كلام الأطفال بطريقة غير مقبولة من أكتر المشاكل المُحبطة للأمهات ... أوقات كتير الأمهات بتفضل تسكت تسكت وبعدين بيحصل انفجارات بتوصل للضرب أو زعيق شديد بشكل مؤذي جداً للطفل وللأم كمان... والحقيقة إن تعليم ولادنا أسلوب مناسب للكلام معانا من أساسيات دورنا معاهم وبيدعم علاقتنا الصحية بيهم على المدى البعيد... وبيدعم قدرتهم على صنع علاقات صحية في المستقبل... وكل ما بدأنا من سن صغير كل ما كان أفضل.
فيه طرق ووسائل تربوية مناسبة تخلو من العنف ممكن نستعملها تساعدنا على تعليم ولادنا أسلوب مناسب وفيه احترام للكلام معانا وده اللي حنتكلم عنه في المقال ده.
أول وأهم الوسائل دي هو التعليم بالملاحظة وهو من أكثر وسائل التعليم تأثيرا... وزي ما بيقولوا children see, children do. وده ينطبق على الصغير والكبير... يعني محتاجه أنا كأم قدر الإمكان أستخدم طريقة كلام ونبرة صوت مناسبين مع أولادي... وإني أكون بعرف مُعظم الأوقات أسيطر على إنفعالاتي وأتعامل معاها بشكل صحي...
بيساعد على كده أني أبقى قادرة إني ألاحظ مشاعري وأعرف حدودي وأبقى عارفة فعلا ايه اللي ممكن أقبله من ولادي وايه اللي لا أقبله... نوع الهزار اللي ممكن أقبله مثلا... فيه أمهات بتوافق على الهزار معاها بالأيد، وفيه أمهات مش حتوافق على كده... وفيه أمهات بتوافق في الأول وبعدين تلاقي إن ده بيضايقها وتبقى مش عارفه توقفه إزاي... وعلى الناحية التانية، فيه أمهات بتعتبر المعارضة في الرأي حاجه غير مقبولة وقِلة أدب في ذاتها، وبرده في أمهات ممكن تناهد وتحايل بالساعة والساعتين. التوازن مطلوب ومهم، ومعرفة الحدود الشخصية بوضوح بتساعد على إيصالها بانتظام وثبات للأشخاص اللي بنتعامل معاهم أياً كانوا...
من الأساسيات المهمة كمان إني ألاحظ أسلوب الكلام المناسب وأعلق عليه من آن لآخر... "يا سلام، مُقدرة جداً إنك بتتكلم معايا بهدوء دلوقتي." ده بيعلم الأطفال الأمور المتوقعة منهم وبيشجعهم على الالتزام بيها.
بيساعد كمان إني أشوف أسلوب كلامهم الغير مناسب كمؤشر على افتقاد لمهارة معينة... ممكن تكون المهارة دي مهارة انتقاء كلمات، جايز تكون تحديد نبرة صوت، أو جايز تكون السيطرة على ردود الأفعال، أو التحكم في الغضب والانفعالات...
رؤية الموضوع من منظور إنه افتقاد لمهارة بيكون بديل للأحكام اللي ممكن نُصدرها زي مثلا الحكم بإنه قليل الأدب أو إنه مش متربي وإني أنا كأم فشلت في تربيته... والأحكام دي بتكون غير مفيدة بالمرة.
👇الجمل التالية فيها اقتراحات إيجابية ممكن نستعملها في الوقت الي يصدر فيه أسلوب كلام مش مناسب من ولادنا:
١) "صوتك عالي وشايفة إنك غضبان... هل تحب ناخد وقت نهدأ وبعدين نكمل كلام؟" الجملة ممكن تنبهه للتغيرات اللي ممكن تحصل وقت الغضب زي ارتفاع الصوت أو إحمرار الوجه، وفيها كمان إقرار مشاعر... الرسالة اللي محتاجينها توصل هي إن غضبه من حقه وفي نفس الوقت محتاج يتواصل مع والدته بشكل مناسب.
٢) "حنكمل كلام بعد ما احنا الاتنين نبقى أهدى وقادرين نتكلم بنبرة صوت فيها احترام." كده بنأكد على الحدود المسموح بيها في العلاقة ومهم جداً إننا نعلم ولادنا إن الغضب والانفعال مش بيحلوا مشاكل.
٣) "حبيبي، أنا ببقى فرحانة جداً لما بسمعك بتتكلم بقوة وإنك بتعرف تطلب اللي انت عايزه بشجاعة... ببقى متطمنة إنك تقدر تدافع عن نفسك وعن أخواتك لما تحتاج." الجملة دي مش أسهل حاجه لكن فوائدها كتير، أهمها إني ألفت انتباهه لنقطة قوة ممكن تكون في شخصيته لكنه محتاج إنه يستثمرها في مكانها الصحيح... هي كمان ممكن تعمل كسر لحالة الغضب أو التمرد اللي ممكن تكون موجودة.
٤) "احم... حنعيد المشهد من الأول... أنتِ ممكن تخرجي من الأوضة وترجعي تاني تقولي نفس الكلام بطريقة تساعدني إني أسمع/أوافق/أقتنع." ممكن جداً يكون مضمون الكلام مافيهوش مشكلة، لكن الأسلوب محتاج يتزبط ودي جملة بتلطف الجو وفيها تدريب عملي على طريقة الكلام المناسبة.
٥) "حبيبتي، ممكن تاخدي نَفَس عميييق وبعدين تعيدي الكلام من الأول." النفس العميق من أكثر الوسائل الفعالة للتهدئة وقت الغضب أو وقت التوتر والقلق ومفيد جدا إننا نعلمها للأطفال وإننا نفكرهم باستخدامها وقت الاحتياج.
٦) "تفتكر دي نبرة صوت مناسب إنك تتكلم بيها معايا؟ هل تحب أنا كمان أستعمل نفس نبرة الصوت دي معاك؟" الأسئلة بتحفز التفكير وتقييم التصرفات، وممكن السؤال ده يبقى مفيد جداً بعد ما الدنيا تهدا. أحيانا كمان بيكون الأطفال محتاجين يعرفوا إننا بناخد قرار واعي للكلام معاهم باحترام، وإن في مقدورنا إننا نتواصل بأساليب مختلفة، وإن القِيم والفضائل اللي اخترناها هي اللي مخليانا نتحلى بالصبر والنفس الهادي وإن ده مش عجز ولا قلة حيلة إطلاقا.
أخيرا وليس آخرا، تعليم ولادنا طريقة كلام فيها احترام محتاج يصاحبه قيم زي قيمة بر الوالدين وفضلها وأهميتها، وقيمة احترام الكبير، وقيمة حسن الخلق، وقيمة ضبط النفس... والتركيز على غرس القيم بشكل مباشر من خلال النقاش والقصص مهم جداً وأساسي في التربية.
دي بعض الاقتراحات وهي مش نهاية القصة، عشان تجيب نتيجة محتاجه مثابرة وثبات ووقت... ولو عندكم اقتراحات إضافية أو أسئلة ممكن تكتبوها في التعليقات...
مها عادل
ميتا كوتش ومستشار تربوي
#المُربي_الواثِق
#التواصل_الفعال