الصلاة عماد الدين... تعويد أولادنا عليها واجبنا وواجبنا نعرف إزاي نعمل ده بشكل صحيح... عشان كده، جمعت في المقالة دي أهم النصايح لتعويد الأطفال من سن ٧ لـ ١٠ سنوات على الصلاة.
بس قبل الصلاة، محتاجين أولا إننا نعلم ولادنا عن ربنا سبحانه وتعالى... بنعلمهم إن هو الخالق، والرزاق، وبنعلمهم يتفكروا في خلق الله سبحانه وتعالى في نفسهم (من خلال الحواس)، وفي الكون من حواليهم، وبنعلمهم يعني ايه "لا إله إلا الله"... وبنعلمهم عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وانه قدوتنا، بنتعلم منه ونقتدي بأخلاقه... ده من وهم صغيرين.
كل ده مهم جدا نعمله قبل ما نبدأ نعلم ولادنا الصلاة نفسها، عشان الصلاة يبقى ليها معنى... ومهم بعد كده إننا نتكلم مع ولادنا عن الصلاة، وأهميتها، وإننا بنصلي طاعة لله - سبحانه وتعالى - وإن الصلاة هي الصِّلة بين المرء وربه، وإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيقول أرحنا بها يا بلال... ونكلمهم عن الخشوع في الصلاة... دلوقتي في أبحاث كتير بتتكلم عن ال meditationأو التأمل، واد ايه مفيد في إنه يعلم الطفل يتعامل مع مشاعره، وده بيزود تركيزه، وبيزود قدرته على ضبط النفس. كل ده في الصلاة، واحنا أولى بإننا نعلمه لولادنا.
طيب امتى بقى نعلم ولادنا الصلاة؟!
كلنا عارفين حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع." رواه أحمد وأبو داود.
المطلوب مننا عند سبع سنين هو إننا نعلم ولادنا صفة الصلاة، ومواقيتها، والوضوء عشان الصلاة تبقى صحيحة، ومقبولة. وبين ٧ ل ١٠ سنين، بنأمرهم يصلوا الخمس فروض في وقتها. ويثاب الطفل وولي أمره عليها إن فعلا ولا يأثم إن تركها (المصدر في نهاية المقال).
مجرد إننا نؤمر ولادنا بالصلاة هو المطلوب. وأعتقد إننا لو انتظمنا في إننا نقول لهم يصلوا خمس مرات لمدة ٣ سنين، مع غرس صحيح للعقيدة، فده كفيل إنهم مع الوقت ينتظموا إن شاء الله... طبعا القدوة مهمة جداً... إن ولادنا يشوفونا وإحنا بنصلي، ويشوفوا الأهمية اللي احنا بنديها للصلاة... منين ما نروح بنصلي، ودايما متابعين أوقات الصلاة والقبلة، ولو خارجين بنقول لبناتنا ياخدوا معاهم طرحة للصلاة...
الأساس إننا بنبدأ مع الأطفال بالترغيب، وإن وقت الصلاة يكون وقت جميل، والطريقة اللي بقول له يصلي بيها تبقى طريقة إيجابية، وأنده له عشان يصلي معايا، ونتوضأ مع بعض... والتشجيع بالكلمة الحلوة مهم جداً... وبعد ما يصلي اديله حضن طويل ويسمعني وأنا بدعيله إن ربنا سبحانه وتعالى يبارك فيه ويحفظه، ويرضى عنه، ويحبب له الصلاة. ولو حيروح/تورح المسجد مع بابا يبقى برده وقت حلو وممتع... كل ده يدعم إن الصلاة ترتبط عنده بمشاعر إيجابية، وإنه يحب الصلاة.
بعد كل ده، ييجي بقى إننا نعود ولادنا على الصلاة...
من أنجح الطرق لتعويد ولادنا على الصلاة هي إننا ندخل الصلاة في الروتين اليومي بتاعهم. يعني مثلا، أول ما يصحى من النوم حتفق مع ابني انه حيدخل الحمام ويتوضأ ويصلي، وبعدين يفطر ويستعد للمدرسة أو يبدأ اللعب... قبل الغداء حنصلي الظهر. العصر حيدخل في الروتين قبل مثلا مرواح النادي والتمرين، والمغرب بعد التمرين. والعشاء قبل النوم.
التدرج مطلوب طبعا، وماحدش يقدر يعترض عليه... بس احنا ماينفعش نقول صلي الظهر ومش مهم العصر دلوقتي! لكن الtrick في التدرج عند تعليم الصلاة هي إو إننا نتدرج في المتابعة... يعني مثلا دايما حقول لولادي على الصلوات الخمس، لكن حتأكد إنهم صلوا الصبح، والعشاء لفترة، ولما يواظبوا ويكتسبوا العادة، حتابعهم على صلاة الظهر... وهكذا.
التنوع في الوسائل كمان مهم، ومهم نبقى عارفين إنه اللي بينفع لولادي مش شرط هو اللي ينفع مع باقي الأطفال... ممكن حد يناسبه ويشجعه شجرة الصلاة، وممكن حد يحب جدول، أو check list. وفيه أطفال مجرد فكرة التدوين في ورقة يحسسهم إنهم بيعملوا واجب مدرسي ويبقى عندهم مقاومة للفكرة ورفض فيبقى بلاش منها أحسن. كل واحد فينا عارف ولاده وعارف اللي بينفع معاهم أكتر، وبرده مافيش مانع إننا نجرب لحد ما نعرف.
بالنسبة للهدايا المادية والتحفيز المادي... المفروض إنها مش الأساس خالص. هي آخر وسيلة ممكن أجربها لما أكون حاولت في كل اللي فوق. والهدية بنقول إنها "احتفال بقدرة ابني/بنتي على الوصول لهدف معين" وده بيدي للهدية قيمة ومعنى مختلفين تماما، وبالذات لو كانت الهدية لإنه قدر يواظب على الصلاة أو لإنه حفظ قدر معين من القرآن فبنأكد على كون الهدف الأساسي هو طاعة الله سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته.
وطبعا الدعاء أساسي ومهم جدا "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ".
أوصيكم يا جماعة، بلاش خالص نزعق لولادنا على الصلاة أو نأمرهم بطريقة منفرة... ده أصلا يتنافى مع أصل ديننا. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيقٌ يحبٌ الرفق في الأمر كله» متفق عليه. وعنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه) رواه مسلم.
بلاش خالص الله يكرمكم يبقى فيه سباق أو مقارنات في الصلاة... مين ملا الجدول، ومين اللي صلى ومين لأ. كل ده مش صحي، ومش بيساعد إطلاقا، ولو فرق مع شوية أطفال، فبيعمل مشاكل مع أطفال تانيين، وبيبقى لو آثار جانبيه على المدى الطويل... الأحلى، إننا نعلم ولادنا يفكروا بعض بالصلاة، ويفكروا بعض بطريقة حلوه، ونعلمهم خلق الإسلام في التناصح... ونعلمهم صلاة الجماعة وفضل صلاة الجماعة.
ممنوع الضرب في السن ده تماما...
ممنوع كمان نقول للطفل إن ربنا زعلان منه مهما حصل... مافيش أي حاجه وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو عن الصحابة إن ربنا سبحانه وتعالى ممكن يبقى زعلان من طفل! على العكس... مرحلة الطفولة مرحلة تدريب ، مرفوع عنها القلم.
مِن آن لآخر بنحتاج نفكر ولادنا بأهمية الصلاة وفضلها، وطرق تساعدنا على الخشوع فيها... زي ما الإيمان بيزيد وينقص عندنا، بيزيد وينقص عند ولادنا وبيحتاجوا تذكره كل شويه. والموضوع عامة محتاج صبر وطولة بال، ونفس.
أخيرا وليس آخرا، الدعاء الدعاء... ربِ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي... التربية زي البذرة اللي بنغرسها ونخلي بالنا منها ونسقيها كل يوم، وربنا سبحانه وتعالى هو اللي بيُنبتها، يكبرها، ويبارك فيها، ويحفظها.
ربنا يبارك في أولادنا جميعا ويحفظهم وينبتهم نباتا صالحا، ويحبب ليهم الصلاة والذكر والطاعة.
مصدر الفتوى:
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=75901
مصدر الصورة:
https://www.istockphoto.com/photos/muslim-baby-praying?excludenudity=true&sort=mostpopular&mediatype=photography&phrase=muslim%20baby%20praying